الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه
قد أعطى أهمية خاصة للتمر في غذاء المؤمن خصوصاً
في شهر رمضان الكريم. والله تبارك وتعالى قد كرّر ذكر
النخيل في كتابه المجيد كثيراً، وجعله طعام أهل الجنة،
فما هي أسرار هذه المادة الغذائية؟
وهل من الممكن أن نفكّر بالتمر كمادة علاجية نستخدمها
لعلاج أمراض محددة؟
وماذا يقول العلماء حديثاً عن التمر؟
يُعتبر التمر من أكثر المواد غذاءً وقد يسميه البعض "خبز الصحراء"، ويحتوي أكثر من ثلثيه مواد سكرية طبيعية.
وقد نالت هذه الفاكهة اهتمام الحضارات القديمة منذ أكثر
من خمسة آلاف سنة.
فقد اعتبرها قدماء المصريين رمزاً للخصوبة، أما الرومان واليونانيون فقد زينوا بها مواكب النصر الفخمة .
يقول صلى الله عليه وسلم: (من تصبح بسبع تمرات عجوة لا يصيبه في هذا اليوم سُمّ ولا سِحر) [رواه أبو داود].
في هذا الحديث الشريف معجزة علمية مبهرة ولكن بشرط أن نتعمق في دلالاته الطبية:
1
- إن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حدّد عدد التمرات بسبع،
وهذا الرقم له دلالات كثيرة في الكون والقرآن والهدي النبوي، ويكفي أن نعلم بأن أول رقم ذُكر في القرآن هوالرقم سبعة!!!
2- إن سبع تمرات تزن وسطياً 70 غراماً، وهذه الكمية مناسبة لجسم الإنسان، وتحتوي على تشكيلة واسعة من المعادن والأملاح والفيتامينات والتي تضمن
امتصاصها في الجسم.
3, إن هذه الكمية سوف تساعد الجسم على التخلص من جزء من السموم المختزنة في خلاياه مثل المعادن الثقيلة كالرصاص مثلاً، وهذه السموم قد كثُرت
في عصرنا هذا بسبب التلوث الكبير للماء والهواء والغذاء الذي نتناوله.
4- لقد أشار الحديث الشريف إشارة خفية إلى المواد السامة التي تدخل الجسم بكلمة (سُمّ)! وأن تناول التمر سوف يخفف كثيراً من ضرر هذه المواد على
الجسم.
5- أما كلمة (سحر) فنكل علم ذلك إلى الله تعالى هو يعلم
المقصود منها.
6- طبعاً لا يعني الحديث أننا إذا تناولنا سبع تمرات وتناولنا بعدها مادة سامة لا يعني أن هذا السمّ لن يؤثر! بل إذا فعلنا ذلك فسوف نكون كمن يلقي نفسه
إلى التهلكة. ولذلك ينبغي أن نفهم الحديث على أن التمر يؤثر على السموم في الجسم فيخفف من تأثيرها، ويكون التأثير فعالاً في حالة الحفاظ على سبع
تمرات كل يوم كما أمرنا طبيبنا محمد عليه صلوات الله وسلامه .
وينبغي أن نفهم من الحديث أيضاً أن تناول كمية من التمر
كل يوم وبانتظام سوف يؤثر على الحالة النفسية
فيجعلها أكثر استقراراً، والله تعالى أعلم.